: المحاولات الأولى لدخول الاستعمار تندوف
بعد دخول القوات الفرنسية المحتلة إلى منطقة توات سنة 1904 , وكذلك احتلال موريتانيا (تارزا برقان , تكانت ) سنة 1905 ومحاولة احتلال الصحراء الغربية ومنطقة تودني الشهيرة بالملح التي تمت السيطرة عليها من طرفهم سنة 1906 , وفشل مقاومة الشيخ ملعينين وتراجعه إلى قواعد خلفية وطلب المساعدة من السلطان المغربي سنة 1908 .
هذه الأحداث جعلت الاحتلال الفرنسي يطرح مشروع ربط هذه المناطق ببعضها البعض وهذا انطلاقا من منطقة أدرار (توات )إلى أطار بموريتانيا خاصة بعد وصول فرق فرنسية من المهريسة إلى منطقة تبلبالة التي تبعد عن تينذوف حوالي 520 كم وذلك في 2 جانفي 1909 .
ولكن العوائق التي واجهت الاستعمار الفرنسي خاصة مقاومة الشيخ ملعينين انطلاقا من السمارة جعلت الأمر شبه مستحيل في تلك الفترة إلى غاية 25 ديسمبر 1920 ,حيث أحيا النقيب أكريس هذه الفكرة وقام بمحاولة تنفيذها فجمع مهريسة توات ثم اتجه إلى الساورة وفي ربيع 1923 قام بإرسال مجموعة من المهريسة متكونة من 150 جندي حيث سافروا عبر ممر إقيدي على منطقة شانشان إلى عوينت بلقرع .
وفي ماي 1925 عبرت فرقة أخرى حمادة الذراع وصوله إلى مناطق مجاورة لتيندوف حيث التقوا بالرقيبات في واقعة الدايا الخضرة, فكانت هزيمتهم وردهم على أعقابهم, كما حدث ذلك سابقا في معركة سموها أهل المنطقة بجريرار في ماي 1913 ,حيث كبدت العدو خسائر كبيرة منها الملازم جيرار نائب قائد الحملة حيث كان قائدها كريموا حيث قدم تقريره في باريس .
وفي نفس السياق دائما وذلك في فرنسا 1926 و 1928 على التوالي حيث قام القائد وارسو بجمع فصائل من الفرق مهرسة توات وكذلك الساورة , حيث وصلوا إلى مناطق عديدة منها عوينت بلقرع وعرق الشاش و إيكيدي ومركالة كلها على الحدود لكنهم فشلوا في الدخول إلى تيندوف .
لكن هذه المحاولات بشكل عام لم تكن في المستوى المطلوب بسبب واحد وهو توحد كلمة السكان وشراسة المقاومة الممتد ة إلى حدود المغرب لكن بعد هذه السنوات دخل السكان في حرب جعلت الكلمة تتشتت والجبهات تتعدد مما سهل السيطرة عليها كما سنرى , خاصة منا طرف الريقبيات الذين سموهم الفرنسيين سادة الصحراء نظراً لقوتهم التي عرفت على مر عقود.